الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

أنت المذنب.. بلا شك!


"شفقتي هي في مكان لن تستطيع الوصول اليه"
اسم الفلم: شك

اخراج و تأليف: جون باترك شانلي

بطولة: ميرل ستريب, فيلب سيمور هوفمان, ايمي آدامز و فيولا ديفز

سنة الانتاج: 2008




الاخت اليسوس ( ميريل ستريل ) و هي راهبة شديدة الاستقامة, قاسية و محافظة جداً تدير مدرسة مسيحية تابعة للكنيسة الكاثولكية في أواخر ستينات القرن العشرين في احد الولايات الامريكية تشك بوجود علاقة جنسية بين الكاهن فلين ( فيليب سيمور هوفمان) صاحب العقلية المتفتحة الليبرالية و صبي اسود يبلغ من العمر 12 عاماً يدرس في نفس المدرسة التي تديرها. تبدأ اليسوس بتوجيه اصابع الاتهام للكاهن فيلن لكن من دون ان تملك اي دليل على ذلك.. مجرد شك!


هذا العمل مقتبس من مسرحية الفها و اخرجها جون باترك شانلي و تحمل نفس الاسم ( شك – Doubt ) و قد عرضت لعشاق المسرح في برود وي لأول مرة في عام 2004 و استمرت حتى عام 2006 و بلغ عدد العروض التي تم تقديمها للجمهور 525 عرض. عندما تم تحويل المسرحية الى عمل سينمائي حاول جون باترك شانلي ان يحافظ على الجو المسرحي في الفلم فنلاحظ ان الشخصيات الرئيسية قليلة, القصة تسير في مسار واحد من دون انحراف و من دون قصص جانبية متفرعة و نلاحظ ان جميع المشاهد طويلة و تدور داخل الكنيسة ما عدى ثلاث مشاهد خارجية, تماماً كأنك تشاهد مسرحية لكن عن طريق الشاشة الكبيرة.


استطيع ان ابدي اعجابي الكبير بهذا العمل السينمائي كما افعل دائماً عندما ارى اي شيء يستحق الثناء و التقدير و استطيع ان اعبر عن دهشتي من قوة السيناريو الذي تم بناؤه بأسلوب مميز و المليء بالحوارات الرائعة و لكن مالا استطيع التعبير عنه هو مدى اعجابي بالاداء الذي قدمه كل من: ميرل ستريب, فيليب سيمور هوفمان و ايمي ادامز! اعتبره افضل فريق او طاقم تمثيل شهدته هوليوود في الالفية الجديدة. اداء الممثلين هو من رفع من قيمة و مستوى العمل بشكل كبير, من عادتي ان لا اشاهد افلام قد شاهدتها سابقاً و لكنني اعدت تشغيل الديفيدي فقط لأشاهد المواجهة التي كانت بين الاخت اليسوس و الكاهن فلين - هي تتهم و تهدد من غير ادلة و هو يدافع و ينكر و يطلب الاثبات - هو بالتأكيد احد افضل المشاهد السينمائية.


و ماذا عن الاخراج؟ حسناً ليس بمستوى اداء الممثلين و لا بقوة السيناريو لكن هل هو سيء؟ لا طبعاً لكنني لا ارى ان شانلي قد قدم جديد او شيء مميز قد يكون ذلك بسبب انه اراد ان يحافظ على الجو المسرحي للعمل و قد وفق في ذلك..


ظاهرياً العمل يتحدث عن شك الاخت اليسوس بـ الكاهن فلين.. لكن العمل ليس بتلك البساطة فـ هو يقدم عدة تساؤلات في النفس البشرية.. نرى ان العمل يقول لنا ان حتى اشد المؤمنين لديهم شكوك و لكن ما هي الشكوك؟ ما هو الايمان؟ ما هو الصراع للسلطة.. للدين. فلم عميق له معنى تماماً مثل فلم Milk لـ غس فان سانت و شون بين فهو ليس عملاً يتحدث عن مثليي الجنس فقط. فصناع السينما الحقيقيون ليسوا بتلك السطحية.. بالنسبة لي على الاقل!



حسناً هل هذه هي النهاية؟


لا يمكن ان يمر الحديث مرور الكرام من دون ان نتحدث عن الخطيرة ( فيولا ديفس ) التي قامت بدور الام, والدة الصبي الاسود التي تعتقد الاخت اليسوس انه ضحية للكاهن فلين. كل ما قدمته فيولا في الفلم هو عشرة دقائق و ليس اكثر من ذلك, ظهرت في مشهد واحد امام ميريل ستريب فجرت فيه طاقاتها و كانت بكل بساطة صادقة جداً. مشهد بعشرة دقائق رشحت على اثره لجائزة اوسكار في فئة افضل ممثلة مساندة في عام 2008!!


يذكر ان الاعلامية الامريكية الكبيرة جداً جداً جداً (اوبرا وينفري) حاولت بقوة ان تحصل على الدور بعد علمها ان احد مسرحياتها المفضلة سيحول الي فلم سينمائي. لكن المخرج رفض و قال ان الدور لن يذهب الي اي احد غير فيولا ديفس حتى لو من طلبته هي ملكة البرامج الحوارية بشحمها و لحمها !



HIGHLY RECOMMENDED

هناك تعليق واحد:

  1. أؤيد كلامك بنسبة مائة في المائة
    فسيناريو الفيلم قوي وتمثيل المثلين روعة
    ولم أكن أعلم أنه مأخوذ عن مسرحية ولكني كنت أشعر فعلا بهذا
    شكرا علي هذا البوست الجميل

    ردحذف